إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) logo شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده
shape
شرح كتاب العظمة المجموعة الأولى
173937 مشاهدة print word pdf
line-top
صفة الملائكة وحملة العرش

...............................................................................


وقد ورد أيضًا صفة حملة العرش ذكر الله تعالى حملة العرش قال: وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ هؤلاء حملة العرش. وقال تعالى: الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ ذكر الله أن هناك من يحمل العرش. في بعض الأحاديث قال -صلى الله عليه وسلم- أذن لي أن أحدث عن ملك من الملائكة من ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة خمسمائة سنة، أو مسيرة مائة سنة هذا ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه يعني إلى منكبة، فكيف ببقية جسده ماذا تكون عظمة هذا المخلوق الذي خلقه الله، وكذلك بقية حملة العرش هذا خلقهم.
ذكر في بعض الأحاديث لما خلقهم الله قالوا: لماذا خلقتنا؟ قال: لحمل عرشي كيف نحمل عرشك وأنت رب العالمين؟ فقال لهم: احملوه بالتسبيح فلا يستطيعون حمله إلا بهذا التسبيح. يقول الله تعالى: الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ هم دائمًا يذكرون الله تعالى، ويسبحونه، ويهللونه، ويكبرونه، ويقدسونه، ويعظمونه. وهذا الذكر الذي يتقربون به هو الذي أعانهم على حمل العرش، وإلا فإن العرش لا يقدر قدره إلا الله مع عظم خلق هؤلاء الذين هم حملته. وهكذا ما ذكر أيضًا حول العرش من الأنهار؛ ورد أيضًا في بعض الأحاديث أن العرش على ماء أو بحر ما بين أسفله إلى أعلاه كما بين سماء إلى سماء. أي: مسيرة خمسمائة عام. وقد ذكر في القرآن أن العرش كان على الماء. قال تعالى: وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ وقيل لابن عباس على أي شيء الماء؟ فقال: على متن الريح. يعني أن الله تعالى قادر على أن يجعل الماء على غير قرار فجعله على متن الريح. هذا بحر من البحار.
ورد في بعض الروايات أن هذا البحر مليء بالزبرجد وباللؤلؤ وبالمرجان وبأنواع الأصداف النفيسة، وإن لم يكن لذلك قيمة ولكن لإظهار عظمة الله تعالى، وبيان أنه قادر على كل شيء وأن هذا من جملة مخلوقاته هذه البحار ونحوها.
ونحن إذا فكرنا فيما بين أيدينا وما نشاهده نتعجب من كثرة الآيات البينات والمخلوقات العظيمة. البحار التي على الأرض التي نشاهدها فيها من المخلوقات ما لا يحصي عدده إلا الله. جعلها الله تعيش في هذه الأرض في هذا البحر على قعر أو على . البحر تعيش، ولا تتغير بنيتها منها ما هو صغير قد لا يدركه البصر، ومنها ما هو كبير قد يعظم تصوره وهي موجودة في هذه البحار التي نشاهدها.
في الحديث الذي في الصحيح: أن جملة جماعة من الصحابة خرجوا في سرية وهم ثلاثمائة من الغزاة ونفد زادهم، وبقوا بضعة أيام ليس لهم زاد لا يأكلون كل يوم إلا تمرة واحدة بضعة أيام، ثم أخرج الله لهم حوتًا من البحر وجدوه كأنه جبل أو أعظم الجبال. ماذا فعلوا؟ أكلوا منه شهرًا وهم ثلاثمائة وقد مسهم الجوع، ومع ذلك ما نقصوه نقصًا ظاهرًا. هذه دابة حيوان من حيوانات هذا البحر الذي نشاهده. دابة واحدة حوت يقال له: العنبر مذكور في الأحاديث أنهم يغترفون من عينه الدهن بالقلال وأنه نزل في قعر عينه اثنا عشر رجلًا كلهم يغترفون منها في قعر عينه، فكيف يقدر قدر هذا الحيوان.لا شك أن الذي خلق هذا الحيوان خلق ما هو أعظم منه.

line-bottom